كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد فسرت الحكمة في قوله تعالى: {ومن يُؤْت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا} [البقرة: 269] بما يشمل النبوءة.
وأن الحكمة معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه وأعلاها النبوءة لأنها علم بالحقائق مأمون من أن يكون مخالفًا لما هي عليه في نفس الأمر إذ النبوءة متلقاة من الله الذي لا يعزب عن عمله شيء.
وسيأتي أن إيراد قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه} [لقمان: 14] في أثناء كلام لقمان يساعد هذا القول.
وذكر أهل التفسير والتاريخ أنه كان في زمن داود.
وبعضهم يقول: إنه كان ابن أخت أيوب أو ابن خالته، فتعين أنه عاش في بلاد إسرائيل.
وذكر بعضهم أنه كان عبدًا فأعتقه سيده، وذكر ابن كثير عن مجاهد: أن لقمان كان قاضيًا في بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام، ولا يوجد ذكر ذلك في كتب الإسرائيليين.
قيل كان راعيًا لغنم وقيل كان نجارًا وقيل خياطًا.
وفي تفسير ابن كثير عن ابن وهب أن لقمان كان عبدًا لبني الحسحاس وبنو الحسحاس من العرب وكان من عبيدهم سحيم العبد الشاعر المخضرم الذي قتل في مدة عثمان.
وحكمة لقمان مأثورة في أقواله الناطقة عن حقائق الأحوال والمقرّبة للخفيات بأحسن الأمثال.
وقد عني بها أهل التربية وأهل الخير، وذكر القرآن منها ما في هذه السورة، وذكر منها مالك في الموطأ بلاغين في كتاب الجامع وذكر حكمة له في كتاب جامع العتبية وذكر منها أحمد بن حنبل في مسنده ولا نعرف كتابًا جمع حكمة لقمان.
وفي تفسير القرطبي قال وهب بن منبه: قرأت من حكمة لقمان أرجح من عشرة آلاف باب.
ولعل هذا إن صح عن وهب بن منبه كان مبالغة في الكثرة.
وكان لقمان معروفًا عند خاصة العرب.
قال ابن إسحاق في السيرة: قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجًّا أو معتمرًا فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فقال له سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الذي معك؟ قال: مجلة لقمان.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرضها عليّ، فعرضها عليه، فقال: إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله.
قال ابن إسحاق: فقدم المدينة فلم يلبث أن قتلته الخزرج وكان قتله قبل يوم بعاث.
وكان رجال من قومه يقولون: إنّا لنراه قد قتل وهو مسلم وكان قومه يدْعُونه الكامل. اهـ.
وفي الاستيعاب لابن عبد البر: أنا شَاكّ في إسلامه كما شك غيري.
وقد تقدم في صدر الكلام على هذه السورة أن قريشًا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لقمان وابنه وذلك يقتضي أنه كان معروفًا للعرب.
وقد انتهى إليّ حين كتابة هذا التفسير من حكَم لقمان المأثورة ثمان وثلاثون حكمةً غير ما ذكر في هذه الآية وسنذكرها عند الفراغ من تفسير هذه الآيات.
والإيتاء: الإعطاء، وهو مستعار هنا للإلهام أو الوحي.
و{لقمان} اسم علَم مَادته مادة عربية مشتق من اللَّقْم، والأظهر أن العرب عربوه بلفظ قريب من ألفاظ لغتهم على عادتهم كما عربوا شاول باسم طالوت وهو ممنوع من الصرف لزيادة الألف والنون لا للعجمة.
وتقدم تعريف الحكمة عند قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} في سورة البقرة (269)، وقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة} في سورة النحل (125).
و{أنْ} في قوله: {أن اشكر لله} تفسيرية وليست تفسيرًا لفعل {ءاتينا} لأنه نصب مفعوله وهو الحكمة، فتكون {أنْ} مفسرة للحكمة باعتبار أن الحكمة هنا أقوال أوحيت إليه أو ألهمها فيكون في الحكمة معنى القول دون حروفه فيصلح أن تُفسر ب {أنْ} التفسيرية، كما فسرت حاجة في قول الشاعر الذي لم يُعرف وهو من شواهد العربية:
إنْ تحملا حاجة لي خفّ محملها ** تستوجبا منة عندي بها ويَدا

أنْ تقرءان علي أسماء ويحكما ** مني السلامَ وأن لا تُخبرا أحدا

والصوفية وحكماء الإشراق يرون خواطرَ الأصفياء حجة ويسمونها إلهامًا.
ومال إليه جمّ من علمائنا.
وقد قال قطب الدين الشيرازي في ديباجة شرحه على المفتاح: أما بعد إني قَد ألقي إليَّ على سبيل الإنذار، من حضرة الملك الجبار، بلسان الإلهام، إلاَّ كوَهَم من الأوهام، ما أورثني التجافيَ عن دار الغرور، والإنابة إلى دار السرور،. إلخ.
وكان أول ما لُقنه لقمان من الحكمة هو الحكمة في نفسه بأن أمره الله بشكره على ما هو محفوف به من نعم الله التي منها نعمة الاصطفاء لإعطائه الحكمة وإعداده لذلك بقابليته لها.
وهذا رأس الحكمة لتضمنه النظر في دلائل نفسه وحقيقته قبل النظر في حقائق الأشياء وقبل التصدي لإرشاد غيره، وأن أهم النظر في حقيقته هو الشعور بوجوده على حالة كاملة والشعور بموجده ومفيض الكمال عليه، وذلك كله مقتض لشكر موجده على ذلك.
وأيضًا فإن شكر الله من الحكمة، إذ الحكمة تدعو إلى معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه لقصد العمل بمقتضى العلم، فالحكيم يبث في الناس تلك الحقائق على حسب قابلياتهم بطريقة التشريع تارة والموعظة أخرى، والتعليم لقابليه مع حملهم على العمل بما علموه من ذلك، وذلك العمل من الشكر إذ الشكر قد عُرف بأنه صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من مواهب ونعم فيما خلق لأجله؛ فكان شكر الله هو الأهم في الأعمال المستقيمة فلذلك كان رأس الحكمة لأن من الحكمة تقديم العلم بالأنفع على العلم بما هو دونه؛ فالشكر هو مبدأ الكمالات علمًا، وغايتها عملًا.
وللتنبيه على هذا المعنى أعقب الله الشكر المأمور به ببيان أن فائدته لنفس الشاكر لا للمشكور بقوله: {ومَن يشكر فإنما يشكر لنفسه} لأن آثار شكر الله كمالات حاصلة للشاكر ولا تنفع المشكور شيئًا لغناه سبحانه عن شكر الشاكرين، ولذلك جيء به في صورة الشرط لتحقيق التعلق بين مضمون الشرط ومضمون الجزاء، فإن الشرط أدل على ذلك من الإخبار.
وجيء بصيغة حصر نفع الشكر في الثبوت للشاكر بقوله: {فإنما يشكر لنفسه} أي ما يشكر إلا لفائدة نفسه، ولام التعليل مؤذنة بالفائدة.
وزيد ذلك تبينًا بعطف ضده بقوله: {ومَن كفر فإن الله غنيّ حميد} لإفادة أن الإعراض عن الشكر بعد استشعاره كفر للنعمة وأن الله غنيّ عن شكره بخلاف شأن المخلوقات إذ يكسبهم الشكر فوائد بين بني جنسهم تجر إليهم منافع الطاعة أو الإعانة أو الإغناء أو غير ذلك من فوائد الشكر للمشكورين على تفاوت مقاماتهم، والله غني عن جميع ذلك، وهو {حميد} أي: كثير المحمودية بلسان حال الكائنات كلها حتى حال الكافر به كما قال تعالى: {ولله يسجد مَن في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا} سورة الرعد (15).
ومن بلاغة القرآن وبديع إيجازه أن كان قوله: {أن اشكر لله} جامعًا لمبدأ الحكمة التي أوتيها لقمان، ولأمره بالشكر على ذلك، فقد جمع قوله: {أن اشكر لله} الإرشاد إلى الشكر، مع الشروع في الأمر المشكور عليه تنبيهًا على المبادرة بالشكر عند حصول النعمة.
وإنما قوبل الإعراض عن الشكر بوصف الله بأنه حميد لأن الحمد والشكر متقاربان، وفي الحديث: «الحَمدُ رأس الشكر» فلما لم يكن في أسماء الله تعالى اسم من مادة الشكر إلا اسمه الشكور وهو بمعنى شاكر، أي: شاكر لعباده عبادتَهم إياه عُبر هنا باسمه {حميد}.
وجيء في فعل {يشكر} بصيغة المضارع للإيماء إلى جدارة الشكر بالتجديد.
واللام في قوله: {أن اشكر لي} [لقمان: 14] داخلة على مفعول الشكر وهي لام ملتزم زيادتها مع مادة الشكر للتأكيد والتقوية، وتقدم في قوله: {واشكُرُوا لي} في سورة البقرة (152).
{وَإذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنه وَهُوَ يَعظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْركْ باللَّه إنَّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ (13)}.
عطف على جملة {ءاتينا لقمان الحكمة} [لقمان: 12] لأن الواو نائبة مناب الفعل فمضمون هذه الجملة يفسر بعض الحكمة التي أوتيها لقمان.
والتقدير: وآتيناه الحكمة إذْ قال لابنه فهو في وقت قوله ذلك لابنه قد أوتي حكمة فكان ذلك القول من الحكمة لا محالة، وكل حالة تصدر عنه فيها حكمة هو فيها قد أوتي حكمة.
و{إذ} ظرف متعلق بالفعل المقدّر الذي دلت عليه واو العطف، أي والتقدير: وآتيناه الحكمة إذ قال لابنه.
وهذا انتقال من وصفه بحكمة الاهتداء إلى وصفه بحكمة الهدى والإرشاد.
ويجوز أن يكون {إذْ قَالَ} ظرفًا متعلقًا بفعل اذكر محذوفًا.
وفائدة ذكر الحال بقوله: {وهو يعظه} الإشارة إلى أن قوله هذا كان لتلبس ابنه بالإشراك، وقد قال جمهور المفسرين: إن ابن لقمان كان مُشركًا فلم يزل لقمان يعظه حتى آمن بالله وحده، فإن الوعظ زجرٌ مقترن بتخويف قال تعالى: {فأعْرضْ عنهم وعظهم وقُل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا} [النساء: 63] ويعرف المزجور عنه بمتعلق فعل الموعظة فتعين أن الزجر هنا عن الإشراك بالله.
ولعل ابن لقمان كان يدين بدين قومه من السودان فلما فتح الله على لقمان بالحكمة والتوحيد أبَى ابنه متابعته فأخذ يعظه حتى دان بالتوحيد، وليس استيطان لقمان بمدينة داود مقتضيًا أن تكون عائلته تدين بدين اليهودية.
وأصل النهي عن الشيء أن يكون حين التلبس بالشيء المنهي عنه أو عند مقاربة التلبس به، والأصل أن لا ينهى عن شيء منتف عن المنهي.
وقد ذكر المفسرون اختلافًا في اسم ابن لقمان فلا داعي إليه.
وقد جمع لقمان في هذه الموعظة أصول الشريعة وهي: الاعتقادات، والأعمال، وأدب المعاملة، وأدب النفس.
وافتتاح الموعظة بنداء المخاطب الموعوظ مع أن توجيه الخطاب مغن عن ندائه لحضوره بالخطاب، فالنداء مستعمل مجازًا في طلب حضور الذهن لوعي الكلام وذلك من الاهتمام بالغرض المسوق له الكلام كما تقدم عند قوله تعالى: {يا أبَتت إني رأيتُ أحَدَ عَشَر كوكبًا} [يوسف: 4] وقوله: {يا بُني لا تقصص رؤياك} في سورة يوسف (5) وقوله: {إذْ قال الحواريون يا عيسى ابنَ مريم هل يستطيع ربك أن يُنَزّل علينا مائدة من السماء} في سورة العقود (112) وقوله تعالى: {إذ قال لأبيه يا أبت لمَ تَعْبُدُ ما لا يَسمع ولا يبْصر} في سورة مريم (42).
و{بُنَيّ} تصغير ابن مضافًا إلى ياء المتكلم فلذلك كسرت الياء.
وقرأه الجمهور بكسر ياء {بُنَيّ} مشدّدة.
وأصله: يا بُنَيْيي بثلاث ياءات إذ أصله الأصيل يا بُنَيْوي لأن كلمة ابن واوية اللام الملتزمة حذفها فلما صُغر ردّ إلى أصله، ثم لما التقت ياء التصغير ساكنة قبل واو الكلمة المتحركة بحركة الإعراب قلبت الواو ياء لتقاربهما وأدغمتا، ولما نودي وهو مضاف إلى ياء المتكلم حذفت ياء المتكلم لجواز حذفها في النداء وكراهية تكرر الأمثال، وأشير إلى الياء المحذوفة بإلزامه الكسرَ في أحوال الإعراب الثلاثة لأن الكسرة دليل على ياء المتكلم.
وتقدم في سورة يوسف.
والتصغير فيه لتنزيل المخاطب الكبير منزلة الصغير كناية عن الشفقة به والتحبب له، وهو في مقام الموعظة والنصيحة إيماء وكناية عن إمحاض النصح وحب الخير، ففيه حث على الامتثال للموعظة.
ابتدأ لقمان موعظة ابنه بطلب إقلاعه عن الشرك بالله لأن النفس المعرضة للتزكية والكمال يجب أن يقدم لها قبل ذلك تخليتُها عن مبادىء الفساد والضلال، فإن إصلاح الاعتقاد أصل لإصلاح العمل.
وكان أصل فساد الاعتقاد أحد أمرين هما الدُهرية والإشراك، فكان قوله: {لا تشرك بالله} يفيد إثبات وجود إله وإبطال أن يكون له شريك في إلهيته.
وقرأ حفص عن عاصم في المواضع الثلاثة في هذه السورة {يا بنيَّ} بفتح الياء مشددة على تقدير: يا بنَيَّا بالألف وهي اللغة الخامسة في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ثم حذفت الألف واكتفي بالفتحة عنها، وهذا سماع.
وجملة {إن الشرك لظلم عظيم} تعليل للنهي عنه وتهويل لأمره، فإنه ظلم لحقوق الخالق، وظلم المرء لنفسه إذ يضع نفسه في حضيض العبودية لأخس الجمادات، وظلم لأهل الإيمان الحق إذ يبعث على اضطهادهم وأذاهم، وظلم لحقائق الأشياء بقلبها وإفساد تعلقها.
وهذا من جملة كلام لقمان كما هو ظاهر السياق، ودل عليه الحديث في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت {الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه {يا بنيّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}».
وجوَّز ابن عطية أن تكون جملة {إن الشرك لظلم عظيم} من كلام الله تعالى، أي: معترضة بين كَلم لقمان.
فقد روي عن ابن مسعود أنهم لما قالوا ذلك أنزل الله تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} وانظر من روى هذا ومقدار صحته.
{وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بوَالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفصَالُهُ في عَامَيْن}.
إذا درجنا على أن لقمان لم يكن نبيئًا مبلغًا عن الله وإنما كان حكيمًا مرشدًا كان هذا الكلام اعتراضًا بين كلامي لقمان لأن صيغة هذا الكلام مصوغة على أسلوب الإبلاغ والحكاية لقول من أقوال الله.
والضمائر ضمائر العظمة جرَّتْه مناسبة حكاية نهي لقمان لابنه عن الإشراك وتفظيعه بأنه ظلم عظيم.
فذكر الله هذا لتأكيد ما في وصية لقمان من النهي عن الشرك بتعميم النهي في الأشخاص والأحوال لئلا يتوهم متوهم أن النهي خاص بابن لقمان أو ببعض الأحوال فحكى الله أن الله أوصى بذلك كل إنسان وأن لا هوادة فيه ولو في أحرج الأحوال وهي حال مجاهدة الوالدين أولادَهم على الإشراك.
وأحسن من هذه المناسبة أن تجعل مناسبة هذا الكلام أنه لما حكى وصاية لقمان لابنه بما هو شكر الله بتنزيهه عن الشرك في الإلهية بيَّن الله أنه تعالى أسبق منَّة على عباده إذ أوصى الأبناء ببر الآباء فدخل في العموم المنة على لقمان جزاءً على رعيه لحق الله في ابتداء موعظة ابنه فالله أسبق بالإحسان إلى الذين أحسنوا برَعْي حقه.
ويقوي هذا التفسير اقتران شكر الله وشكر الوالدين في الأمر.
وإذا درجنا على أن لقمان كان نبيئًا فهذا الكلام مما أبلغه لقمان لابنه وهو مما أوتيه من الوحي ويكون قد حكي بالأسلوب الذي أوحي به إليه على نحو أسلوب قوله: {أن اشكر لله} [لقمان: 12] وهذا الاحتمال أنسب بسياق الكلام، ويرجحه اختلاف الأسلوب بينها وبين آيتي سورة العنكبوت وسورة الأحقاف لأن ما هنا حكاية ما سبق في أمة أخرى والأخريين خطاب أنف لهذه الأمة.
وقد روي أن لقمان لما أبلغ ابنه هذا قال له: إن الله رضيني لك فلم يوصني بك ولم يرضَك لي فأوصاكَ بي.